فصل: 273- قولهم في أن البارئ لم يزل محسنا؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين (نسخة منقحة)



.273- قولهم في أن البارئ لم يزل محسنا؟

القول في أن البارئ لم يزل محسنًا؟
1- قال قائلون: لم يزل البارئ محسنًا كيف يفعل بمعنى أنه لم يزل عالمًا كيف يفعل لا على معنى أنه لم يزل محسنًا بالإحسان ولا على إثبات الإحسان لم يزل.
2- وقال قائلون: لم يزل الله محسنًا على الحقيقة.
3- وقال قائلون: الإحسان فعل ولا يجوز أن يقال لم يزل البارئ محسنًا إلا بمعنى أنه لم يزل محسنًا إلى الخلق منذ خلقهم فيكون لإحسانه أول وغاية.
4- وقال قائلون: لم يزل البارئ محسنًا على أن سيحسن.
274- هل يقال لم يزل الله غير محسن؟
واختلفوا: هل يقال لم يزل البارئ غير محسن؟
1- فقال قائلون: لا يجوز إطلاق ذلك وإن كان الإحسان فعلًا.
2- وقال قائلون: لم يزل البارئ غير محسن.
275- هل يقال لم يزل عادلا؟
واختلفوا هل يقال لم يزل البارئ عادلًا بنفي الجور عنه؟
1- فقال قائلون: لم يزل البارئ عادلًا على إثباته عادلًا وأنه لم يزل كذلك في الحقيقة.
2- وقال قائلون: لا يقال: لم يزل البارئ عادلا لأن العدل فعل.

.276- هل يقال: لم يزل غير عادل؟

واختلفوا: هل يقال: لم يزل البارئ غير عادل أم لا؟
1- فقال قائلون: لا يقال ذلك.
2- وقال قائلون: لم يزل غير عادل ولا جائر.

.277- هل يقال: لم يزل حليما؟

واختلفوا: هل يقال: لم يزل البارئ حليمًا أم لا يقال ذلك؟
1- فقال قائلون: لم يزل البارئ حليمًا بنفي السفه عنه.
2- وقال قائلون: لم يزل حليمًا على إثباته لم يزل كذلك لا على معنى نفي السفه.
3- وقال قائلون: لا يقال: لم يزل حليمًا لأن الحلم فعل.

.278- هل يقال: لم يزل غير حليم؟

واختلف الذين قالوا: (الحلم فعل), هل يقال: لم يزل البارئ غير حليم أم لا؟
1- فقال قائلون: لم يزل البارئ غير حليم ولا سفيه.
2- وقال قائلون منهم: لا يقال ذلك.
3- وقال قائلون: لم يزل البارئ خالقًا عادلًا حليمًا محسنًا على أنه لم زيل قادرًا على ذلك.

.279- قولهم في أنه لم يزل صادقا؟

القول في أن الله لم يزل صادقًا:
1- قالت المعتزلة وكثير من أهل الكلام: الوصف لله بالصدق من صفات الفعل,
وأنه لا يجوز أن يقال أن الله- سبحانه- لم يزل صادقًا.
2- وحكي عن جعفر بن محمد بن علي رضوان الله عليهم أنه كان يزعم أن الله لم يزل صادقًا بنفي الكذب.
3- وكان النجار يقول: لم يزل البارئ صادقًا على معنى لم يزل قادرًا على الصدق.
4- وقال قائلون: لم يزل الله صادقًا في الحقيقة على إثبات الصدق صفة له.
5- وقال قائلون: لم يزل الله متكلماُ ولا يسمى كلامه خبرًا إلا لعلة والصدق من الأخبار فلذلك لا أقول: لم يزل صادقًا.
280- هل يقال: لم يزل غير صادق؟
واختلف الذين قالوا: (الصدق فعل) هل يقال: لم يزل البارئ غير صادق؟.
1- فقال قائلون منهم: لا يقال ذلك.
2- وقال قائلون منهم: لم يزل غير صادق ولا كاذب.

.281- هل يقال: لم يزل رحيما؟

واختلفوا في رحيم:
1- فقال قائلون: لم يزل الله رحيمًا.
2- وقال قائلون: الرحمة فعل ولا يقال: لم يزل رحيمًا.

.282- هل يقال: لم يزل غير رحيم؟

واختلف الذين زعموا أن الرحمة فعل هل يقال: لم يزل البارئ غير رحيم؟
1- فأجاز ذلك بعضهم.

.283- قولهم في مالك:

القول في مالك:
1- قال قوم: هو من صفات الذات لم يزل مالكًا.
2- واختلف الذين قالوا ذلك فقال بعضهم: معنى مالك معنى قادر.

.284- قولهم في الولاية والعداوة:

القول في الولاية والعداوة والرضى والسخط:
1- قالت المعتزلة: إن ولاية الله وعداوته ورضاه وسخطه من صفات فعله.
2- وقال سليمان بن جرير وعبد الله بن كلاب: من صفات الذات.

.285- قولهم في القرآن؟

القول في القرآن:
1- قالت المعتزلة والخوارج وأكثر الزيدية والمرجئة وكثير من الرافضة: إن القرآن كلام الله- سبحانه- وأنه مخلوق لله لم يكن ثم كان.
2- وقال هشام بن الحكم ومن ذهب مذهبه: إن القرآن صفة لله لا يجوز أن يقال أنه مخلوق ولا أنه خالق هكذا الحكاية عنه.
3- وزاد البلخي في الحكاية أنه قال: لا يقال غير مخلوق أيضًا كما لا يقال: مخلوق لأن الصفات لا توصف.
وحكى زرقان عنه أن القرآن على ضربين: إن كنت تريد المسموع فقد خلق الله- سبحانه- الصوت المقطع وهو رسم القرآن وأما القرآن ففعل الله مثل العلم والحركة منه لا هو هو ولا هو غيره.
4- وقال محمد بن شجاع الثلجي ومن وافقه من الواقفة: إن القرآن كلام الله وإنه محدث كان بعد أن لم يكن وبالله كان وهو الذي أحدثه وامتنعوا من إطلاق القول بأنه مخلوق أو غير مخلوق.
5- وقال زهير الأثري: إن القرآن كلام الله محدث غير مخلوق وأنه يوجد في أماكن كثيرة في وقت واحد.
6- وبلغني عن بعض المتفقهة أنه كان يقول: إن الله لم يزل متكلمًا بمعنى أنه لم يزل قادرًا على الكلام ويقول أن كلام الله محدث غير مخلوق وهذا قول داود الأصبهاني.
7- وقال أبو معاذ التومني: القرآن كلام الله وهو حدث وليس بمحدث وفعل وليس لمفعول وامتنع أن يزعم أنه خلق ويقول ليس بخلق ولا مخلوق وأنه قائم بالله ومحال أن يتكلم الله- سبحانه- بكلام قائم بغيره كما يستحيل أن يتحرك بحركة قائمة بغيره.
وكذلك يقول في إرادة الله ومحبته وبغضه: إن ذلك أجمع قائم بالله.
وكان يقول أن بعض القرآن أمر وهو الإرادة من الله- سبحانه- للإيمان لأن معنى أن الله أراد الإيمان هو أنه أمر به.
8- وحكى زرقان عن معمر أنه قال: إن الله- سبحانه- خلق الجوهر والأعراض التي هي فيه هي فعل الجوهر وإنما هي فعل الطبيعة فالقرآن فعل الجوهر الذي هو فيه بطبعه فهو لا خالق ولا مخلوق وهو محدث للشيء الذي هو حال فيه بطبعه.
9- وحكي عن ثمامة بن أشرس النميري أنه قال: يجوز أن يكون من الطبيعة ويجوز أن يكون الله- سبحانه- يبتدئه فإن كان الله- سبحانه- ابتدأه فهو مخلوق وإن كان فعل الطبيعة فهو لا خالق ولا مخلوق.
وهذا قول عبد الله بن كلاب:
10- قال عبد الله بن كلاب: إن الله- سبحانه- لم يزل متكلمًا وأن كلام الله- سبحانه- صفة له قائمة به وأنه قديم بكلامه وأن كلامه قائم به كما أن العلم قائم به والقدرة قائمة به وهو قديم بعلمه وقدرته وأن الكلام ليس بحروف ولا صوت ولا ينقسم ولا يتجزأ ولا يتبعض ولا يتغاير وأنه معنى واحد بالله-عز وجل- وأن الرسم هو الحروف المتغايرة وهو قراءة القرآن وأنه خطأ أن يقال: كلام الله هو هو أو بعضه أو غيره وأن العبارات عن كلام الله- سبحانه- تختلف وتتغاير وكلام الله- سبحانه- ليس بمختلف ولا متغاير كما أن ذكرنا لله-عز وجل- يختلف ويتغاير والمذكور لا يختلف ولا يتغاير وإنما سمي كلام الله- سبحانه- عربيًا لأن الرسم الذي هو العبارة عنه وهو قراءته عربي فسمي عربيًا لعلة وكذلك سمي عبرانيًا لعلة وهي أن الرسم الذي هو عبارة عنه عبراني وكذلك سمي أمرًا لعلة وسمي نهيًا لعلة وخبرًا لعلة ولم يزل الله متكلمًا قبل أن يسمى كلامه أمرًا وقبل وجود العلة التي لها سمي كلامه أمرًا وكذلك القول في تسمية كلامه نهيًا وخبرًا وأنكر أن يكون البارئ لم يزل مخبرًا أو لم يزل ناهيًا وقال: إن الله لا يخلق شيئًا إلا قال له: كن ويستحيل أن يكون قوله كن مخلوقًا.
وزعم عبد الله بن كلاب أن ما نسمع التالين يتلونه هو عبارة عن كلام الله-عز وجل- وأن موسى عليه السلام سمع الله متكلمًا بكلامه وأن معنى قوله: {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} [التوبة: 6] معناه حتى يسمع التلين يتلونه.
11- وقال بعض من أنكر خلق القرآن: إن القرآن قد يسمع ويكتب وأنه متغاير غير مخلوق وكذلك العلم غير القدرة والقدرة غير العلم وأن الله- سبحانه- لا يجوز أن يكون غير صفاته وصفاته متغايرة وهو غير متغاير.
وقد حكي عن صاحب هذه المقالة أنه قال: بعض القرآن مخلوق وبعضه غير مخلوق فما كان منه مخلوقًا فمثل صفات المخلوقين وغير ذلك من أسمائهم والأخبار عن أفاعيلهم.
وزعم هؤلاء أن الكلام غير محدث وأن الله- سبحانه- لم يزل به متكلمًا وأنه مع ذلك حروف وأصوات وأن هذه الحروف الكثيرة لم يزل الله- سبحانه- متكلمًا بها.
12- وحكي عن ابن الماجشون أن نصف القرآن مخلوق ونصفه غير مخلوق.
13- وحكى بعض من يخبر عن المقالات أن قائلًا من أصحاب الحديث قال: ما كان علمًا من علم الله- سبحانه- في القرآن فلا نقول مخلوق ولا نقول غير الله وما كان فيه من أمر ونهي فهو مخلوق وحكاه هذا الحاكي عن سليمان بن جرير وهو غلط عندي.
14- وحكى محمد بن شجاع أن فرقة قالت: إن القرآن هو الخالق وأن فرقة قالت: هو بعضه وحكى زرقان أن القائل بهذا وكيع ابن الجراح وأن فرقة قالت أن الله بعض القرآن وذهب إلى أنه مسمى فيه فلما كان اسم الله-
سبحانه- في القرآن والاسم هو المسمى كان الله في القرآن وأن فرقة قالت: هو أزلي قائم بالله- سبحانه- لم يسبقه.
وكل القائلين: إن القرآن ليس بمخلوق كنحو عبد الله بن كلاب ومن قال: إنه محدث كنحو زهير ومن قال: إنه حدث كنحو أبي معاذ التومني يقولون: إن القرآن ليس بجسم ولا عرض.